أنا رمضان
أسكب الأنوار فجراً في قلوب مظلمة
أملأ الأرواح طهراً في نفوس هائمة
اجعل التقوى دليلاً كي تعود إلى الطريق
أمة عزت وسادت يوم عاشت مسلمة
أنا رمضان
دمعة الماضي بليل خجلة ممن عصاه
سجدة الملهوف للرحمن يستجدي رضاه
موجة الإيمان ألقت نحو شطآن النجاه
نفحة من فضل ربي جل ربي في علاه
أنا رمضان
قوة الإيمان في حربٍ لظاها دائرة
نجدة الأقصى الذي يشكو الجراح الغائرة
دمعة المسكين أمحوها بوعد لن يغيب:
نصركم آتٍ قريبُ يا قلوباً طاهرة
يا رمضان ..
مرحباً بك زائراً حبيباً .. غائباً هزّنا الشوق إليه . قادماً
ساقه إلينا الحنين .
يا رمضان ..
هذاهلالك يسبقك .. يطلب الإذن ويطرق الباب ليدخل ، فعلى الرحب والسعة ، وعلى العينين والرأس .
يا رمضان .
انشر نورك في الأرجاء .. بدد ظلمات الأهواء .. اقتل فينا
بذر الشر .. اغرس فينا حب الخير .. اشف القلب من
الأهواء ..
يا رمضان ..
جفت مآقينا فأدركها ، وأرهقت كاهلنا الذنوب فخففها ،
وتلاحقت على أفئدتنا الشهوات فواسها ، وتدنست الضمائر
والنيات فطهرها ، وتعرَّضت الأجساد لسخط الجبار فأنقذها
، وتوالت صيحات الاستغاثة فأسرع !!
يا رمضان .
احمل عبق الذكريات ونسيم التجليات ، فكم تاق القلب إلى
السجدات! وتعلقت النفوس بالنفحات ، وأُعلن في الكون
خبر عُرس جديد هو عُرس الطهر على البركات ، ودوَّت
في الأفق ترانيم الذكريات ، وهوت الملائكة بأجنحتها إلى
حلق المتهجدين فرحة ...هلموا إلى جنة ربكم يا ساكبي
الدمعات .
أخـــــــــي
إن لم يحيا القلب في رمضان فمتى يحيا؟! ومتى تبرأ الروح من دائها إن لم يكن ذلك في شهر الشفاء ؟! ويل لمن نزل أرض المغفرة ولم يخرج منها بسهم ..ويل من شهد موسم الأرباح ، ولم يظفر من الجنة بقصر . .. ويل له .. ثم ويل له .